شهد سعر الجنيه المصري انخفاضًا ملحوظًا في تعاملات اليوم صباحًا أمام الدولار الأمريكي في البنوك المحلية، حيث تجاوز حاجز 51 جنيهًا لأول مرة منذ تحرير سعر الصرف في مارس من العام الماضي.
سجل سعر الدولار حاليًا ما بين 51.19 و 51.32 جنيهًا، مما يشير إلى تراجع بنحو 50 إلى 60 قرشًا مقارنةً بالأسعار السابقة.
أسباب تراجع سعر الجنيه أمام الدولار
التراجع الملحوظ في سعر الجنيه جاء في ظل حالة من الضبابية التي تسيطر على الأسواق العالمية، خاصةً مع دخول الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى اضطرابات كبيرة في الأسواق المالية العالمية.
كما أن هذه الحالة عززت التوقعات بتقلبات في الأسواق المحلية، وأثرت سلبًا على قيمة الجنيه أمام الدولار.
تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق
شهدت السوق المحلية صباح اليوم موجة من خروج الاستثمارات الأجنبية من سوق الدين المحلي، وفقًا لما أشار إليه الخبير المصرفي محمد عبد العال، الذي عزا هذا الانخفاض إلى “حالة الذعر والغموض” التي خلفتها الإجراءات الأمريكية.
وأيدت محللة الاقتصاد الكلي في شركة الأهلي فاروس، إسراء أحمد، هذا التحليل، موضحة أن “الغموض المرتبط بالرسوم الجمركية دفع العديد من المستثمرين إلى الانسحاب من الأسواق عالية المخاطر وسحب استثماراتهم من أدوات الدين المحلية والدولية”.

أسباب أخرى تؤثر على سعر الدولار في مصر
بالإضافة إلى الأزمات العالمية، تسعى حكومة مدبولي إلى الاستفادة من التراجع الكبير في أسعار النفط وبعض السلع الأساسية عبر تأمين عقود شراء استراتيجية بأسعار منخفضة.
ورغم أهمية هذه الخطوة في تقليل النفقات، إلا أنها أدت إلى زيادة الضغط على احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، مما ساهم في تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.
يبقى سعر الدولار في مصر تحت تأثير عدة عوامل داخلية وخارجية، من بينها تراجع الاستثمارات الأجنبية وقرارات اقتصادية عالمية مثل الرسوم الجمركية الأمريكية.
يتطلب الوضع الحالي مراقبة دقيقة للتحولات في الاقتصاد العالمي والمحلي لضمان استقرار العملة الوطنية.