بسبب الرسوم الجمركية، البورصة الأمريكية تسجل أسوأ أداء فصلي منذ 2022

البورصة الأمريكية تتراجع بسبب الرسوم الجمركية
Your Ad Here

سجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المجمع اليوم الاثنين أسوأ أداء فصلي منذ عام 2022، نتيجة لحالة عدم اليقين المرتبطة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية.

فقد شهد الربع الأول من عام 2025 اضطرابات كبيرة في سوق الأسهم الأمريكية بفعل قرارات الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الإدارة الأمريكية.

 

وعانى المؤشران من خسائر كبيرة خلال شهر مارس، حيث سجلا أكبر تراجع شهري منذ ديسمبر 2022، في ظل فرض إدارة ترامب لسلسلة من الرسوم الجمركية التي أثارت قلق المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي وتزيد من معدلات التضخم.

البورصة الأمريكية تتراجع بسبب الرسوم الجمركية

الرسوم الجمركية تؤدي إلى انخفاض المؤشرات الرئيسية

 

على مدار الربع الأول من العام، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.6%، بينما تكبد مؤشر ناسداك المجمع خسائر بلغت 10.5%. كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.3%.

 

الذهب الرابح الوحيد

 

وفي وقت سابق، شهدت الأسواق العالمية تراجعًا ملحوظًا، في حين سجلت أسعار الذهب مستويات قياسية جديدة بعد إعلان ترامب أن الرسوم الجمركية القادمة، التي من المقرر الإعلان عنها بعد غد الأربعاء، ستشمل جميع الدول دون استثناء.

 

وكانت الإدارة الأمريكية قد فرضت بالفعل رسومًا جمركية على واردات الألمنيوم والصلب والسيارات، إضافة إلى رفع الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من الصين، وهو ما زاد من التوترات التجارية.

القلق على وجه المستثمرين بسبب الرسوم الجمركية

القلق من الرسوم الجمركية يؤثر على قرارات المستثمرين

 

يؤكد مايكل رينولدز، نائب رئيس استراتيجية الاستثمار في جلينميد، أن المستثمرين يراقبون عن كثب كل كلمة تصدر عن الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالتجارة.

وأضاف أن الأسواق لا تترقب فقط تفاصيل الرسوم الجمركية الجديدة في الثاني من أبريل، ولكنها تأمل أيضًا في معرفة آلية تنفيذها، ويعتقد أن وجود رؤية أوضح حول هذه القواعد قد يكون له أثر إيجابي على الأسواق.

 

لكن عدم الوضوح بشأن السياسة التجارية والرسوم الجمركية أدى إلى موجة بيع مكثفة في الأسواق الأمريكية منذ بداية العام، وسط مخاوف متزايدة من نشوب حرب تجارية عالمية قد تؤثر على معدلات النمو وترفع التضخم.

البورصة الأمريكية

تقلبات حادة في الأسواق الأمريكية بسبب الرسوم الجمركية

 

رغم التراجعات الكبيرة، تمكن مؤشر داو جونز اليوم من تسجيل مكاسب، وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من المنطقة السلبية خلال جلسة ما بعد الظهر ليغلق مرتفعًا.

أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 التداول على ارتفاع قدره 30.91 نقطة، أو 0.55%، ليصل إلى 5611.85 نقطة، كما صعد داو جونز الصناعي بمقدار 417.86 نقطة، أي بنسبة 1%، مسجلًا 42001.76 نقطة.

في المقابل، تراجع ناسداك المجمع بمقدار 23.70 نقطة، أو 0.14%، ليصل إلى 17299.29 نقطة.

 

التوترات التجارية تؤثر على أداء الأسهم والقطاعات المختلفة

 

ساهمت أسهم القطاع المالي في دعم مؤشر ستاندرد آند بورز 500، حيث ارتفعت أسهم “ديسكفر للخدمات المالية” بنسبة 7.5%، وسجلت أسهم “كابيتال وان المالية” مكاسب بنسبة 3.3% وسط رهانات المستثمرين على الموافقة على اندماجهما.

 

في المقابل، تعرضت أسهم قطاع التكنولوجيا لضغوط بسبب مخاوف المستثمرين حول إنفاق الشركات على الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تراجع أسهم تسلا بنسبة 36% خلال الربع الأول، بينما انخفضت أسهم إنفيديا بنسبة 20%.

 

وفي ظل حالة الغموض المحيطة بالرسوم الجمركية، قامت مجموعة جولدمان ساكس برفع احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود من 20% إلى 35%، كما خفضت توقعاتها لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى 5700 نقطة بحلول نهاية العام، مشيرة إلى إمكانية إقدام البنك المركزي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة مجددًا.

 

رسوم ترامب تؤثر على الأسواق الأوروبية

 

امتدت تداعيات الرسوم الجمركية إلى الأسواق الأوروبية، حيث أغلقت المؤشرات الرئيسية على تراجع حاد اليوم الاثنين.

فقد هوى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 1.5%، مسجلًا أكبر انخفاض يومي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، مع استمرار الخسائر للجلسة الرابعة على التوالي.

البورصة الأمريكية متأثرة بالرسوم الجمركية

وانخفضت معظم البورصات الرئيسية في أوروبا بأكثر من 1%، وسط توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والين الياباني، في ظل مخاوف متزايدة من فرض رسوم جمركية مضادة على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بحلول الثاني من أبريل.

 

وأشار جيسون دراهو، الخبير في يو.بي.إس جلوبال لإدارة الثروات، إلى أن الأسواق لا تزال تعيش حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الرسوم الجمركية، متوقعًا استمرار التقلبات في الأسواق المالية خلال الفترة المقبلة.

 

توقعات اقتصادية متشائمة بسبب تصاعد التوترات التجارية

 

دفعت المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية بنك جولدمان ساكس إلى خفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي لكل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، كما توقع البنك المركزي الأمريكي خفضًا إضافيًا في أسعار الفائدة بواقع 0.25 نقطة مئوية.

 

وأظهرت البيانات الأولية انخفاض معدل التضخم في ألمانيا إلى 2.3% في مارس، وهو أقل من التوقعات البالغة 2.4%، بينما تنتظر الأسواق صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو يوم الثلاثاء.

 

وبالرغم من التقلبات الحادة التي شهدها شهر مارس، فإن مؤشر ستوكس 600 الأوروبي تمكن من إنهاء الربع الأول من العام بمكاسب بلغت 5.2%، متفوقًا على نظيره الأمريكي، مدعومًا بالسياسات المالية الألمانية وتباطؤ الاقتصاد الأمريكي بسبب تداعيات الرسوم الجمركية.

شارك المقال الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فيديو التريند

تابع أخبارنا

مقالات الرأي