أعلنت شركة تسلا، عبر موقعها الإلكتروني، أنها ستبدأ رسميًا بيع سياراتها في السعودية خلال الشهر المقبل، لتدخل بذلك أكبر سوق في الخليج لم تشهد حتى الآن انتشارًا واسعًا للسيارات الكهربائية.
رغم توافر سيارات كهربائية من شركات مثل “بي واي دي” الصينية و”لوسيد”، المدعومة من صندوق الاستثمارات العامة، فإن السيارات الكهربائية لا تمثل سوى 1% من إجمالي مبيعات السيارات في المملكة.
نجاح تسلا في الإمارات وتحديات في السعودية
نجحت تسلا في تحقيق حضور قوي في بعض دول الشرق الأوسط، خاصة في الإمارات، حيث أصبحت مركباتها جزءًا من أسطول سيارات الأجرة الفاخرة وتطبيقات النقل الذكي.

لكن الوضع في السعودية يختلف، إذ لا تزال السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود تهيمن على الطرق، مستفيدة من أسعار الوقود المنخفضة والبنية التحتية المحدودة لشحن السيارات الكهربائية، ما يشكل تحديًا رئيسيًا أمام انتشار المركبات الكهربائية.
حفل إطلاق تسلا في الرياض 10 أبريل
أعلنت تسلا أن حفل إطلاق عملياتها في السعودية سيقام في 10 أبريل في الرياض، حيث سيتم عرض أحدث موديلاتها الكهربائية ومنتجاتها المعتمدة على الطاقة الشمسية.
كما يتضمن الحدث استعراضًا للروبوت “أوبتيموس”، الذي يشبه الإنسان، إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات المتطورة التي تطورها الشركة.

متاجر مؤقتة لصالح تسلا في 3 مدن سعودية
في 11 أبريل، ستفتح تسلا متاجر مؤقتة في الرياض وجدة والدمام، لتقديم تجربة مباشرة للعملاء المهتمين بسياراتها، وأكدت الشركة أنها ستعلن المزيد من التفاصيل حول استراتيجيتها المستقبلية في السعودية خلال الأسابيع المقبلة، مع خطط استثمارية تمتد حتى عام 2025 وما بعده، وطلبت الدعوات لحفل الإطلاق من الضيوف تحديد الطراز الذي يرغبون في استكشافه.
استثمارات ضخمة لصندوق الاستثمارات العامة في السيارات الكهربائية
تمتلك السعودية استثمارات تفوق مليار دولار في شركة “لوسيد”، مما يجعلها أكبر مستثمر في هذه العلامة الناشئة التي تنافس تسلا، كما أن الصندوق السيادي السعودي استثمر في علامة “سير”، أول شركة سعودية للسيارات الكهربائية، التي تستعد لإطلاق طرازاتها المستقبلية.

صعوبات تواجه تسلا والسيارات الكهربائية في السعودية
رغم دخول تسلا للسوق السعودية، لا تزال هناك تحديات أمام انتشار السيارات الكهربائية في المملكة، فالبنية التحتية لمحطات الشحن لم تتطور بشكل كافٍ، مما يجعل التنقل لمسافات طويلة داخل البلاد بسيارات كهربائية أمرًا صعبًا، كما أن أسعار الوقود الرخيصة لا تشجع على التحول السريع نحو السيارات الكهربائية.
تراجع مبيعات تسلا عالميًا واحتجاجات في أمريكا
تأتي خطوة دخول السوق السعودية في وقت تواجه فيه تسلا تراجعًا ملحوظًا في مبيعاتها عالميً، فقد أظهرت بيانات حديثة أن مبيعات الشركة في أوروبا انخفضت بنسبة 42.6% منذ بداية العام، رغم تزايد الطلب على السيارات الكهربائية بشكل عام.
في الولايات المتحدة، تعرضت تسلا لموجة من الاحتجاجات تحت شعار “إسقاط تسلا”، نتيجة القرارات التي اتخذها الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشارًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وقد أثارت قراراته، التي تضمنت خفض عدد كبير من الوظائف في الحكومة الأمريكية وإلغاء برامج دعم خارجية، استياء الكثيرين.
توسع تسلا في الشرق الأوسط رغم التحديات
مع استمرار التحديات التي تواجهها تسلا في الأسواق الغربية، يبدو أن الشركة تسعى لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط، حيث يزداد الاهتمام بالتحول إلى الطاقة النظيفة، رغم العقبات.
وسيكون دخول السوق السعودية اختبارًا حقيقيًا لقدرة الشركة على التوسع في المنطقة والتغلب على التحديات المتعلقة بالبنية التحتية وأسعار الوقود.