شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وذلك عقب إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الصينية.
وبلغت نسبة الرسوم الجديدة المفروضة من واشنطن على بعض السلع الصينية ما يقرب من 104%، ما أحدث هزة واضحة في الأسواق المالية، وأدى إلى تراجع ملحوظ في أسعار العقود الآجلة للنفط.
برنت والخام الأمريكي يتكبدان خسائر حادة
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.59 دولار لتسجل 61.62 دولارًا للبرميل، وهو تراجع كبير يعكس حالة القلق في الأسواق من تصعيد التوترات التجارية.
كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط بواقع 2.25 دولار لينخفض إلى 57.33 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى يصله الخام الأمريكي منذ مارس 2021.
وتُعد هذه التراجعات امتدادًا لموجة تقلبات تعصف بأسواق الطاقة منذ بداية العام، مدفوعة بعوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة، أبرزها السياسات التجارية للولايات المتحدة، والتباطؤ الاقتصادي في الصين.
توقعات بانخفاض إضافي في أسعار النفط
وفي هذا السياق، توقع بنك “جولدمان ساكس” استمرار الانخفاض في أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، مرجحًا أن يبلغ سعر خام برنت نحو 62 دولارًا للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي حوالي 58 دولارًا مع نهاية عام 2025.
وعلى المدى الأطول، يتوقع البنك تراجع السعر إلى 55 دولارًا لبرنت و51 دولارًا للخامات الأمريكية في عام 2026.
أما “جي بي مورجان”، فقد أشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى بكل وضوح إلى دفع أسعار الخام للهبوط إلى مستوى 50 دولارًا أو أقل، مشددة على أن هذا الهدف يمثل أولوية اقتصادية واضحة.
وذكرت ناتاشا كانيفا، رئيسة قسم استراتيجية السلع بالبنك، أن الحكومة لا تمانع الدخول في اضطرابات مؤقتة في قطاع الطاقة، حتى لو تكررت أزمة مشابهة لحرب الأسعار بين أوبك وصناعة النفط الصخري في 2014، طالما أن النتيجة النهائية ستكون تقليل كلفة الإنتاج.
البيانات الأمريكية تدعم التراجع رغم تراجع المخزونات
ورغم انخفاض المخزونات الأمريكية من النفط الخام، لم تقدم هذه الأرقام دعمًا كافيًا لمنع تراجع الأسعار. فقد كشفت بيانات معهد البترول الأمريكي عن هبوط مخزونات الخام بمقدار 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من أبريل.
وعلى الجانب الآخر، ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 210 آلاف برميل، فيما انخفضت مخزونات نواتج التقطير بواقع 1.8 مليون برميل.
ويُشير هذا التناقض بين تراجع المخزونات وهبوط الأسعار إلى أن الضغوط السياسية والتجارية تفوق تأثير المعطيات الأساسية المرتبطة بالعرض والطلب.
وول ستريت تتراجع وسط ضبابية القرار الأمريكي
التوترات التجارية ألقت أيضًا بظلالها على الأسواق المالية الأمريكية. فقد أغلق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” دون حاجز 5000 نقطة للمرة الأولى منذ قرابة عام، في ظل فقدان المستثمرين الأمل في تأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية الجديدة.
ورغم آمال المستثمرين في تدخل رئاسي يؤجل الموعد النهائي، أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي مصمم على تنفيذ الإجراءات دون تأخير. ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه جهود 70 دولة لعقد مفاوضات سريعة لاحتواء الأثر السلبي للسياسات التجارية الجديدة.
وقالت لينزي بيل، كبيرة المحللين الاستراتيجيين في “كليرنوميكس”، إن الأسواق كانت تنتظر بوادر إيجابية، سواء من خلال تأجيل أو تخفيف السياسات، لكن يبدو أن الإدارة ماضية في قراراتها دون تراجع، ما يضع المستثمرين في حالة قلق متزايد.
الخلاصة
🛢️ أسعار النفط تهبط بشكل حاد!
📉 خام برنت: 61.62 دولار
📉 الخام الأمريكي: 57.33 دولار
💥 السبب؟ أمريكا فرضت رسوم جمركية ضخمة بنسبة 104٪ على الصين!
البيت الأبيض بيستهدف أسعار أقل من 50 دولار
📊 جولدمان ساكس وجي بي مورجان بيتوقعوا استمرار الهبوط
📉 وول ستريت كمان متأثرة.. ومؤشر S&P 500 نزل تحت 5000 لأول مرة من سنة!