قال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس المصرية في بيان اليوم الاثنين إن تم قطر ناقلة البترول سونيون المسجلة في اليونان تم بنجاح عبر القناة بعد إنقاذها من البحر الأحمر.
وجاء في البيان أن عملية قطر ناقلة البترول سونيون جرت بواسطة 4 قاطرات تابعة للهيئة في رحلتها عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب قادمة من البحر الأحمر ومتجهة إلى اليونان.
ونقل البيان عن ربيع القول إن تجهيزات عملية قطر قطر ناقلة البترول سونيون، التي يبلغ طولها 274 مترا وعرضها 50 مترا، استلزمت إجراءات معقدة لعدة أشهر لتفريغ حمولتها البالغة 150 ألف طن من الخام قبل السماح بعبورها القناة.
وعزا ربيع ذلك إلى “خطورة وضع ناقلة البترول سونيون” بعد تعرضها لهجوم في أغسطس الماضي أشار إلى أنه أسفر عن حريق هائل بغرفة القيادة وغرفة الماكينات وغرف الإعاشة وتعطل أجهزة التحكم والسيطرة “بشكل يصعب معه إبحار الناقلة وتتزايد معه “مخاطر حدوث التلوث والانسكاب البترولي أو الانفجار”.
شن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر 2023، قائلين إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على غزة وحركة المقاومة حماس في قطاع غزة.
وتراجعت الهجمات في يناير 2025 بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
وخلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا أربعة بحارة على الأقل مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقا أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.
وقال ربيع إن عملية القطر استغرقت ما يقرب من 24 ساعة، وذلك بعد تفريغ الحمولة في ناقلة أخرى مماثلة.
شرح رئيس الهيئة أن عملية تجهيز ناقلة قطر البترول استلزمت تنفيذ إجراءات معقدة على مدار عدة أشهر من أجل تفريغ حمولة الناقلة التي تبلغ 150 ألف طن من البترول الخام، قبل السماح لها بالعبور عبر قناة السويس.
ذلك بسبب خطورة وضع الناقلة عقب تعرضها لهجوم في البحر الأحمر في أغسطس الماضي، ما أدى إلى نشوب حريق هائل في غرفة القيادة، وغرفة الماكينات، وغرف الإعاشة، بالإضافة إلى تعطل أجهزة التحكم والسيطرة.
هذا الوضع جعل من الصعب على الناقلة الإبحار بشكل طبيعي وزيّدت من مخاطر التلوث البيئي والانسكاب البترولي أو حتى الانفجار.
وأضاف الفريق ربيع أن عملية تفريغ الحمولة تمت في منطقة غاطس السويس، حيث تم العمل بالتنسيق مع شركتي الإنقاذ AMBERY و MEGA TUGS، اللتين تم تعيينهما من قبل مالكي الناقلة.
حيث تم تنفيذ خطة عمل مشتركة تحت إشراف كامل من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، لضمان تفريغ الحمولة باستخدام ناقلة أخرى مماثلة، وبمعدلات دقيقة لتفريغ الحمولة وحسابات دقيقة، من أجل تجنب أي تضرر أو انقسام في هيكل الناقلة.
وكشف رئيس الهيئة عن الدور الذي لعبته اللجنة المركزية لمكافحة التلوث في متابعة عمليات تفريغ الحمولة، وضمان أن الإجراءات المتخذة من قبل شركات الإنقاذ كانت تضمن عدم تسرب البترول أو حدوث تلوث في المحيط الخارجي للناقلة.
كما تم رفع درجة الجاهزية في حال استدعى الأمر تقديم الدعم والمساعدة خلال عملية قطر الناقلة عبر المجرى الملاحي، وذلك من خلال تواجد لنش مكافحة التلوث “كاشط 2”.
وأشار الفريق ربيع إلى أن الناقلة SOUNION عبرت قناة السويس تحت القطر بواسطة قاطرة الإنقاذ “AIGAION PELAGOS” التي كانت تواكبها.
كما تم إرشاد الناقلة باستخدام القاطرة “بركة”، وهي أكبر قاطرة في الهيئة بقوة شد 160 طن، بالإضافة إلى تأمينها من خلال ثلاث قاطرات أخرى تابعة للهيئة، وهي القاطرتان “محمد بشير” و”سويس 1″ من الجانبين، بينما عملت القاطرة “سويس 2” كدفة من الخلف.
استغرقت عملية القطر ما يقارب 24 ساعة، بمشاركة 13 مرشدًا في مناطق الغاطس والقناة، وتمت على عدة مراحل شملت فترات انتظار وتبديل للمرشدين، حيث بدأت عملية القطر من غاطس السويس مساء يوم السبت، وصولًا إلى منطقة الانتظار في البحيرات المرة الكبرى، ومن ثم تم انتظار عبور سفن قافلتي الشمال والجنوب وإتمام عملية تبديل المرشدين.
بعد ذلك، استكملت عملية القطر حتى منطقة البلاح حيث تم إجراء تبديل للمرشدين مرة أخرى، ثم تم قطر الناقلة حتى بورسعيد. وقد تم كل ذلك تحت متابعة دقيقة من مركز مراقبة الملاحة ومحطات الإرشاد المنتشرة على طول القناة.
وأكد رئيس الهيئة على استعداد قناة السويس التام للتعامل مع حالات العبور غير التقليدية أو الخاصة، بفضل منظومة العمل المتكاملة التي تضم كوادر مدربة تدريبًا عالياً وإمكانيات مادية وفنية متنوعة.
تشمل هذه المنظومة القدرة على إجراء محاكاة كاملة لهذا النوع من عمليات العبور في أكاديمية التدريب البحري والمحاكاة، لضمان نجاح العمليات.
علاوة على ذلك، تقدم الهيئة مجموعة واسعة من الخدمات البحرية والملاحية التي تلبي احتياجات العملاء في مختلف الظروف الاعتيادية والطوارئ، وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مع الالتزام التام بمبدأ السلامة أولًا، لضمان عبور آمن والحفاظ على سلامة القناة.
من جانبه، أشاد الربان “Lars Tesmar”، المستشار الرئيسي في شركة “Brand Marine Consultant” المتخصصة في أعمال الإنقاذ البحري، بالعملية المعقدة التي تم خلالها تفريغ حمولة الناقلة.
وذكر أن هذه العملية تطلبت إجراء حسابات دقيقة، وتنسيقًا مع عدة أطراف معنية. كما أشاد بما لمسه من تعاون كبير من فريق الإنقاذ البحري التابع للهيئة، وأشار إلى الخبرة الكبيرة التي يمتلكها الفريق، مما ساعد في تسهيل الإجراءات وإتمام المهمة بنجاح. وفي الختام، وجه شكره لهيئة قناة السويس ولكل من ساهم في نجاح هذه العملية المعقدة.
