تزايدت أعداد اللاجئين السودانيين إلى أوروبا في 2025، بسبب تدهور الوضع الإنساني في السودان، مع ارتفاع حاد في أعداد المهاجرين عبر البحر المتوسط.
تزايد أعداد اللاجئين السودانيين إلى أوروبا بنسبة 38%
في بداية عام 2025، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن وصول أكثر من ألف لاجئ سوداني إلى أوروبا أو محاولتهم الوصول إليها، مع زيادة ملحوظة في أعداد اللاجئين السودانيين.

وتعود هذه الزيادة إلى تزايد اليأس في صفوف اللاجئين، والذي يرجع جزئياً إلى نقص المساعدات الإنسانية في المنطقة.
اللاجئين السودانيين والنزوح بسبب الصراع المستمر
منذ عامين، اندلع صراع عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، ما أدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص داخل السودان وفي دول الجوار مثل مصر وتشاد.
هذا النزوح الجماعي يصفه مسؤولو الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة مساعدات إنسانية في العالم.
في الوقت الذي عاد فيه بعض السودانيين إلى ديارهم في الخرطوم، لا يزال الملايين في دول الجوار يواجهون تحديات كبيرة بسبب تقليص الخدمات المقدمة للاجئين.
ومن بين هذه الخدمات، تلك التي كانت تقدمها الولايات المتحدة، والتي تأثرت نتيجة لمراجعة تجريها الإدارة الأمريكية الحالية للمساعدات الإنسانية.
إنقاذ 937 لاجئًا سودانيًا في البحر المتوسط
وفقًا لأولجا سارادو، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن أعداد اللاجئين السودانيين إلى أوروبا قد ارتفعت بشكل ملحوظ في يناير وفبراير 2025.
وصل نحو 484 سودانيًا إلى أوروبا في هذين الشهرين، بزيادة قدرها 38% عن نفس الفترة من العام الماضي، وقد سجلت هذه الزيادة في أعداد اللاجئين السودانيين أرقامًا غير مسبوقة في فترة زمنية قصيرة.
كما تم إنقاذ نحو 937 لاجئًا سودانيًا آخرين في البحر الأبيض المتوسط، حيث تم اعتراض طريقهم وإعادتهم إلى ليبيا.
وتشير الأرقام إلى أن هذا العدد يمثل ضعف الأرقام المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي، هذا الوضع يضع اللاجئين السودانيين في مواقف خطيرة، في ظل الخطر الذي يحيط بهم خلال محاولاتهم للوصول إلى أوروبا عبر البحر.
الأزمة الإنسانية في السودان
أوضحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن انهيار المساعدات الإنسانية في المنطقة، إلى جانب استمرار الحرب في السودان، سيجعل المزيد من اللاجئين السودانيين يتخذون مسارًا مشابهًا للوصول إلى أوروبا.
في حالة استمرار هذا الوضع، فإن عدد اللاجئين السودانيين الذين سيحاولون الهجرة قد يزيد بشكل كبير.
البحر المتوسط أخطر طرق الهجرة
من جانبه، أكدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة على ارتفاع أعداد وفيات المهاجرين في البحر المتوسط خلال العام الماضي.
يظل البحر المتوسط من أخطر طرق الهجرة في العالم، حيث يموت العديد من المهاجرين أثناء محاولتهم عبوره.
اللاجئين السودانيين: خيارات صعبة في دول الجوار
ملايين اللاجئين السودانيين في مصر وتشاد يواجهون صعوبات كبيرة في ظل تقليص المساعدات الإنسانية، ما يفاقم الأوضاع المعيشية لهم. هذه الظروف تدفع العديد منهم إلى اتخاذ قرار الهجرة رغم المخاطر، سعيًا لتحقيق حياة أفضل.
تحديات مستمرة للاجئين السودانيين في 2025
في النهاية، تظل أزمة اللاجئين السودانيين أحد أبرز التحديات الإنسانية في العالم، مع تزايد أعدادهم في أوروبا ومناطق أخرى. استمرار الصراع في السودان وتدهور الوضع الإنساني يتركان ملايين الأشخاص في حاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة، مما يزيد من معاناتهم ويسهم في استمرار هجرتهم إلى مناطق آمنة، رغم المخاطر الكبيرة التي يواجهونها.