في مشهد يعكس تصاعد التوتر داخل الدوائر المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دخل إيلون ماسك وبيتر نافارو في سجال علني اتسم بالإهانات والتصريحات الحادة، وذلك على خلفية الخلاف حول الرسوم الجمركية المفروضة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
ماسك يهاجم نافارو: “أحمق يعيق الابتكار”
بدأت الأزمة عندما وصف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، المستشار التجاري السابق في البيت الأبيض بيتر نافارو بأنه “أحمق”، منتقدًا موقفه الرافض لمحاولات ماسك إلغاء الرسوم الجمركية.
واعتبر ماسك أن تلك السياسات تعرقل التبادل التجاري وتضر بصناعة السيارات الأمريكية.
ويُذكر أن ماسك كان قد مارس ضغوطًا من أجل تخفيف القيود الجمركية بين أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن انفتاح الأسواق هو الطريق لتوسيع أعمال تسلا عالميًا.
نافارو يرد: “مجمع سيارات يعتمد على قطع مستوردة”
من جانبه، لم يتأخر بيتر نافارو في الرد، إذ وصف ماسك بأنه “مجمع سيارات”، مشيرًا إلى أن نجاح تسلا لا يستند إلى التصنيع الأمريكي الكامل، بل يعتمد بدرجة كبيرة على قطع غيار مستوردة من الخارج.
كما أضاف أن ماسك يستغل النظام لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الاقتصاد الوطني، بحسب وصفه.
وفي مقابلة حديثة مع قناة NBC، حاول نافارو التقليل من شأن الخلاف، وقال: “لقد وُصفت بما هو أسوأ من ذلك. كل شيء على ما يرام مع إيلون”.
البيت الأبيض يقلل من الخلاف ويصفه بـ”اختلاف في وجهات النظر”
من جهتها، خرجت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لتوضح الموقف الرسمي من التراشق العلني، حيث قالت إن الخلاف بين ماسك ونافارو لا يعدو كونه “اختلافًا في الرأي” حول قضايا تجارية مثل الرسوم الجمركية، نافية أن يكون هناك أزمة سياسية وراء الكواليس.
وأكدت ليفيت أن الإدارة لا تزال تتابع تطورات الملف الاقتصادي والتجاري، لكنها لا تتدخل في السجالات الشخصية بين الأفراد.
ماسك تحت نيران الانتقادات بسبب تسريح العمالة
إلى جانب الخلاف مع نافارو، يواجه إيلون ماسك موجة جديدة من الانتقادات بسبب قراراته المتعلقة بتسريح أعداد كبيرة من الموظفين الحكوميين، ضمن جهود ما يُعرف بـ”الكفاءة الحكومية” التي كُلف برئاستها خلال إدارة ترامب.
ووفق تقارير، بلغ عدد الموظفين الذين تم تسريحهم أو تلقوا عروض إنهاء الخدمة نحو 200 ألف موظف. هذا الإجراء أثار استياء داخل الأوساط السياسية والنقابية، وسط اتهامات لماسك بإضعاف الجهاز الإداري الأمريكي.
هل يتحول الخلاف إلى أزمة سياسية أوسع؟
الخلاف بين إيلون ماسك وبيتر نافارو قد يكون مجرد حلقة في سلسلة من التوترات داخل معسكر ترامب، خاصةً مع اقتراب موسم الانتخابات وعودة الجدل حول السياسات الحمائية في التجارة الخارجية.
وفي حين يحاول البعض تهدئة الموقف، يرى آخرون أن ما حدث يعكس تصدعًا في الرؤية الاقتصادية بين رجال الأعمال الداعمين لحرية السوق والمستشارين المتشددين في ملف الضرائب والرسوم.